قابيل وهابيل وقصة أول جريمة قتل في التاريخ

لم تكن لتمر قصة قابيل وهابيل على التاريخ البشري مرور الكرام، فهي أول جريمة قتل على وجه الأرض، فبينما كانت حواء زوجة آدم عليه السلام تلد في كل بطن بنتًا وولدًا، وكان الولد يتزوج من البنت المولودة في البطن الأخرى، رفض قابيل الزواج من أخت هابيل الأقل جمالًا.

إذ يبدو أن شعور الغيرة موروث قديم توارثه بنو البشر على مر العصور وبدءًا من بداية الخلق وأولهم قصة قابيل وهابيل، فيا ترى ماذا حدث بعد ذلك؟

قصة قابيل وهابيل

رفض قابيل أن يتزوج من أخت هابيل، حيث كانت أخت هابيل أقل جمالًا من أخت قابيل والتي سيتزوجها هابيل، فأراد قابيل أن يخالف القاعدة التي إتبعها آدم وحواء في تزويج الأبناء وأن يتبع نزوته ودبت نيران الغيرة في قلبه وأراد أن يتزوج من أخته المولودة معه في نفس البطن، وأن لا يتركها لأخيه كما جرت العادة.

يقول الله تعالى في قرآنه الكريم:
“واتل عليهم نبأ ابن آدم بالحق إذ قربا قربانًا، فتقبل من أحدهما، ولم يتقبل من الآخر قال لأقتلنك، قال إنما يتقبل الله من المتقين”.

عندما إختلف قابيل مع أخيه على الزواج من أخته، أمرهم آدم عليه السلام بتقديم قربانًا إلى الله تعالى، والذي يتقبل الله قربانه هو الذي سيتزوج من أخت قابيل، فقدم كل منهما ما توفر لديه من حصاد مهنته، فقدم هابيل جذعة سمين مما يمتلكه من غنم، وقدم قابيل حزمة رديئة من زرع، فتقبل قربان هابيل ولم يتقبل من قابيل.

وهنا ثار قابيل غيرة وغضبًا وقال لأخيه “لأقتلنك”، فما كان رد هابيل إلا أن قال “إنما يتقبل الله من المتقين”، بل واستكمل هابيل حديثه قائلًا “لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك، إني أخاف الله رب العالمين”.

وهنا تجلت سماحة هابيل ومحاولته لتذكير أخيه بالخوف من الله تعالى، حتى ويبدو أن هذه الطريقة لم تأتي بنفع مع أخيه قابيل، فإستكمل هابيل حديثه قائلًا “إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك فتكون من أصحاب النار وذلك جزاء الظالمين”.

ولكن قابيل كان قد بيت النية على قتل أخيه، وإستمر في تنفيذ خطة القتل، فبعد عدة أيام وبينما كان هابيل ينام في إحدى الغابات، فطلع عليه قابيل فقتله.

وهنا وقعت أول حادثة قتل في التاريخ ويقال ان المكان الذي قتل فيه قابيل هابيل هو جبل قاسيون على جانب دمشق.

ورغم قيام قابيل بإتباع خطوات الشيطان، إلا أنه وقف عاجزًا أمام جثة أخيه، ورغم تلك الجريمة الفاحشة التي قام بها، إلا أنه لم يعرف كيف يداري سوءته، وكيف يواري ما فعل.

فبعث الله بغرابين يتعاركان، فقتل أحدهما الآخر، وقام بحفر حفرة في الرمال ليدفن بها جثة الغراب الآخر، وهنا قال قابيل نادمًا عما فعل “يا ويلتي، أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوءة أخي فأصبح من النادمين”.

وما كانت قصة قابيل وهابيل إلا عبرة للخلق أجمعين، ليرى الإنسان ماذا تفعل مشاعر الغيرة والحسد والحقد بالإنسان، فلا يتطلع إلى ما في يد أخيه، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه، وليعرف أن تلك المشاعر البغيضة لا تولد سوى الندم والحسرة للإنسان والتي لا يستطيع النجاة منها مهما حاول جاهدًا.

كما ينبغي للمرء أن يتخذ من نصائح هابيل مبدءًا هامًا من مبادىء الحياة، وهو الخوف من الله رب العالمين، وأن يكون هذا الهدف هو الهدف الأول والأخير الذي يسعى إليه الإنسان في كامل حياته، حتى يتقبل الله منه كما يتقبل من المتقين.

Web Media
Web Media
تعليقات