فن الإلقاء هو ذلك السحر الصوتي الذي يزين الكلمات المكتوبة ليجعلها تصل إلى المتلقي بشغف لتصبح المعاني أكثر جمالا وأكثر وضوحا حيث ينثر المتحدث سحره علي آذان المتلقي فيصل إلى قلبه ثم يعيش لحظات ودقائق من الشغف والإنصات والهيام لا يفيق منها إلا عندما ينتهي المتحدث، أو يمكن أن نقول أن فن الإلقاء ما هو إلا فن المشافهة والتأثير على المستمعين لمحاولة استمالتهم، كما أن فن الإلقاء هو علم قائم على مجموعة من القواعد والأصول والعناصر والمفاهيم والأساليب المختصة به الذي يجب أن يقوم الشخص بتعلمها وممارستها باستمرار.
أنواع فن الإلقاء
فن الإلقاء يوجد منه عدة أنواع مختلفة منها :
1. فن الإلقاء الفردي
وهو الذي يكون قائما بين شخصين فقط.
2. فن الإلقاء لمجموعة صغيرة من الناس
هو الذي يقوم على الدروس في المدارس والجامعات والمساجد
3. فن الإلقاء لمجموعة كبيرة من الناس
مثل التخاطب في المحاضرات العامة وخطب المساجد، فهذا النوع من أهم أنواع الإلقاء لما في من دور كبير في التأثير على المستمعين لأنه يكون أمام مجموعة من الناس لذلك يجب أن كون منظم ذات إعداد مسبق، ويجب أن يكون الإلقاء بشكل جيد وبذل فيه مجهود قوي لكي يتم تحقيق الهدف منه.
أهداف فن الإلقاء
● نشر المعرفة والعلم والثقافة
يقوم فن الإلقاء على توصيل هدف أو فكر معين للناس.
● تعزيز وجهات النظر السليمة
وهي تهدف إلى توصيل وجهات نظر معين للناس وإقناعهم بها مثل
● خطبة الجمعة
● تغيير وجهات النظر الخاطئة
يمكن أن تكون تلك المحاضرات تصحيحا لمفاهيم خاطئة لكثير من الناس.
● تغيير السلوك العملي الخاطئ
الهدف منها ظهور سلبيات سلوكية في عمل معين يقوم به الناس وتشجيعهم على تركه.
● تعزيز السلوك العملي السليم
والهدف منه تشجيع الحاضرين والمستمعين على القيام بالفعل السليم وتعزيز هذا السلوك لديهم.
فن الإلقاء ولغة الجسد
لغة الجسد عنصر هام جِدًّا من عناصر فن الإلقاء، لأنها تعمل على إيصال الفكرة والتأثير في المتلقي، كما أن أهميتها تكمن في أنها يمكن أن تسبب في نقل الفكرة بشكل خاطئ، لذلك يجب أن يكون المتحدث واعيا وحريصا على معرفة كافة طرق الإلقاء ولغة الجسد وتوجيهه حتى يستطيع أن يقنع الناس بما يريد، ولكن لن يحدث ذلك إلا إذا كان الخطيب على دراية كاملة بفنون لغة الجسد وعلي دراسة واعية لفن الإلقاء وأهم شروط لغة الجسد هي:
● يجب عدم توجيه النظر في زاوية واحدة فقط بل يجب أن يتم توزيع النظرات على جميع الحاضرين في كافة الأماكن بهدف شعور المستمعين بأهميتهم وإيصال الفكرة لكل واحد فيهم، فذلك يزيد من تفاعلهم في المحاضرة.
● أهمية الحفاظ على ثبات الجسد.
● التقليل من حركة اليدين.
● استخدام نغمة الصوت المناسبة حتى يستطيع الجميع الاستماع له وعدم شعورهم بالممل.
● إدخال المعلومة للعقل بكلمات مختصرة وقليلة.
عناصر فن الإلقاء
هناك عدد من العناصر التي يجب على الخطيب معرفتها في فن الإلقاء ألا وهي :
1. المصدر
هو الخطيب الذي يقوم بإلقاء المحاضرات على الناس، فهو يجب أن يكون عالم بجميع قواعد الإلقاء وقادر على جذب انتباه المستمعين.
2. المستقبل
وهو المستمع ومن الأفضل أن يكون المستمع متوافقا مع الإلقاء سواء مع عمره أو مستواه العلمي والعادات والتقاليد وغيرها.
3. الرسالة
الرسالة هي مضمون الإلقاء أو المحاضرة التي يلقيها الخطيب على الحاضرين، والأهم يجب أن تكون مناسبة ومن ضمن اهتمام المستمعين.
4. القناة
وهي عبارة عن أساليب الإلقاء والطريقة التي يتم الإلقاء بها.
5. الاستجابة
على مدى تأثير واستجابة المستمعين لموضوع الإلقاء واهتمامهم به.
6. المؤثرات
وهي المؤثرات الخارجية مثل المكان والإضاءة ودرجة الحرارة والهدوء وعدم الضوضاء.