ابن سيرين مفسر الأحلام

من هو ابن سيرين؟

إسمه الحقيقي هو أبو بكر الأنصاري البصري مولى أنس بن مالك، حيث كان أبيه مولًا لأنس بن مالك خادم الرسول، ولد ابن سيرين بالبصرة بالعراق وتوفى بها، ولد عام 33 هـ بعصر الخليفة عثمان بن عفان ، وتوفى عام 110 هـ، عمل كاتبًا لدى أنس بن مالك، عرف بالورع، وكان فقيهًا وعالمًا بالدين، وعرف بتفسير الأحلام والتي ألف بها عدد كبير من الكتب.

لقد كانت تربطه علاقة قوية بأنس بن مالك خادم الرسول عليه الصلاة والسلام، حتى أن أنس إبن مالك قد أوصى عند وفاته بأن يصلي عليه إبن سيرين، ولكن إبن سيرين كان بالسجن وقتذاك، ولكن بعد أخذ الإذن من الأمير تم إطلاق سراح إبن سيرين لفترة وجيزة حتى يقوم بالصلاة على إبن مالك ويعود إلى السجن مرة أخرى.

حياة ابن سيرين

نشأ ابن سيرين بين صحابة الرسول عليه الصلاة والسلام كأنس بن مالك وزيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عمر،  وعبد الله بن عباس، وعاصر راوي الحديث أبي هريرة، وكان يتلقى منهم العلم، كما كان حافظًا للحديث النبوي.

قيل عن ابن سيرين أنه كان شديد الوسواس بالنظافة، فكان يغتسل مرة باليوم، وكان أنيقًا بملبسه فقيل أنه كان يلبس الملابس الثمينة كالعمائم ذات الفرو، وشالًا على كتفيه “وشاح”، وكان يخضب شعره بالحناء ويفرقه،

كما عرف بالتواضع الجم فكان لا يذكر نفسه بمحاسن الذكر بل كان ينسب إلى أصحابه تلك المحاسن، فكان يقول عن نفسه أنه يسمع الحديث فيسقط منه أما أبو قتادة فكان أحفظ الناس لأنه كان يسرد الحديث كما سمع تمامًا، إتصف إبن سيرين بالأمانة الشديدة حتى أنه أراق زيتًا قد إشتراه بأربعين ألف مؤجلة حين رأى فيه فأرًا ميتًا ورفض إرجاعه للبائع حتى لا يبيعه للناس مرة أخرى.

كان إبن سيرين شديد البر بأمه، فقد ذكرت إبنته حفصة أنه كان يشتري لها من الثياب ألينه، وكان يصبغ لها الثياب في كل عيد، وكان صوته لا يعلو إبدًا إذا كان عندها حتى أن بعض الناس كانوا يظنونه مريض إذا وجدوه عندها من فرط إنخفاض صوته لديها.

عرف إبن سيرين بعفة النفس الكبيرة، حتى أنه كان لا يأكل عند أحد فإذا دعاه أحد إلى وليمة ذهب ولم يأكل، فكان يقول؛ أكره أن أحمل حدة جوعي على طعام الناس، وعرف أيضًا بحبه للمزح والضحك فكان يضحك عند ذكره لشيء ما حتى أنه كان يميل من كثرة الضحك لكنه يعتدل ويتغير وجهه إذا ذكر الله وذكر الحلال والحرام، وقد كان إبن سيرين قصير الطول، به شيء من الصمم، لكنه كان محبوبًا بين الناس، يحب الشعر وينشده.

لا شك أن هذا العالم الجليل ومفسر الأحلام إبن سيرين كان معروفًا بالورع والإيمان، فقد كان يحافظ على قراءة 7 أوراد من القرآن الكريم كل يوم، وكان يصوم يومًا ولا يصوم الآخر بالتبادل، وكان يبكي بالليل خاشعًا لله، وقد كان يذكر الناس بالأسواق ويحثهم على ذكر الله وتسبيحه فيكبر ويهلل ويسبح لله قائلًا إنها ساعة غفلة.

ابن سيرين وتفسير الأحلام

لم يكن إبن سيرين يسعى إلى الكسب من وراء تفسيره للأحلام، فقد كان يعمل صانعًا للثياب، لكنه كان يهوى تفسير الأحلام دون أن ينتظر مقابل، وكان يجيب عن الرؤى التي تحكى له بالظن كما يقول: “إنما أجيبه بالظن، والظن يخطىء ويصيب”.

نسب إليه كتاب “تفسير الأحلام لإبن سيرين” وكتاب “منتخب الكلام في تفسير الأحلام” إلا أن هذه الكتب ليست له في الحقيقة، فإن إبن سيرين لم يكتب كتبًا في حياته، وربما كتب عنه تلاميذه الذين تعلموا على يديه.

Web Media
Web Media
تعليقات