ابن طفيل طبيب سلطان الأندلس وأشهر مؤلفاته

ابن طفيل الطبيب والفيلسوف العظيم هو واحدًا من أهم العلماء الذين زخرت بهم الحضارة الإسلامية وخاصة ببلاد الأندلس، فعلى مر العصور إستمرت الحضارة الإسلامية في تقديم العلماء والمفكرين والذين كانوا نواة لمعظم العلوم التي عرفتها أوروبا فيما بعد، حيث ترجمت كتبهم إلى العديد من اللغات، وكانوا منارة يهتدى بها العالم كله.

من هو ابن طفيل ؟

إسمه الحقيقي هو أبو بكر محمد بن عبد الملك بن محمد بن محمد بن طفيل القيسي الأندلسي، ولد عام 500 هـ، و1106 م، وذلك بإحدى مدن الأندلس وتحديدًا بقرية وادي آش والتي تقع قريبًا من غرناطة، وهب حياته طلبًا للعلم حتى أنه برع في عدد من العلوم كالفلسفة، والطب، والفلك، والشعر، عمل قاضيًا ووزيرًا، وكان ذو علاقة قوية بسلطان الأندلس بحكم الموحدين أبو يعقوب يوسف فكان طبيبًا له، وصديقًا للفيلسوف إبن رشد ومعلمًا له، توفى عام 581 هـ بمدينة مراكش بالمغرب.

حياة إبن طفيل

كانت كنيته أبي جعفر، تتلمذ إبن طفيل على يد إبن باجه، وكان يعمل كاتبًا ببعض الدواوين، وترقى بالمناصب حتى عمل وزيرًا وطبيبًا بالقصر الملكي، وكان حينذاك البلاط الملكي بمثابة إجتماع للعلماء والفلاسفة والذين كان إبن طفيل يقربهم إلى السلطان وخاصة إبن رشد الذي قدمه إبن طفيل للسلطان ليشرح بعض كتب الفلسفة لأرسطو، ويعمل كطبيبًا بدلًا عن إبن الطفيل.

بقي إبن طفيل يعمل بالبلاط السلطاني حتى وافته المنية بمراكش عن عمر يقارب الـ 87 عامًا، وقد إشترك الخليفة الأندلسي في جنازته تقديرًا له.

إنجازات ابن طفيل

ساهم إبن طفيل في علوم الطب بكتاب يتكون من مجلدين، وكانت تدور بينه وبين إبن رشد مراجعات في كيفية “رسم الدواء”، وكان له كتابًا يعرف بـ “أرجوزة في الطب”.

لم يكن لإبن طفيل مؤلفات بمجال الفلك، إلا أن بعض العلماء إستطاعوا أن يستنتجوا وجهات نظر إبن طفيل بما ورد في كتابه حي بن يقظان عن حركة الأفلاك، فيقول أحد الباحثين “ليون جوتيه” بأن ابن طفيل لم يكن موافقًا على حركة الأفلاك التي وضعها بطليموس، ويقول بأن إبن طفيل كان لديه بعض وجهات النظر الرائعة بعلم الفلك.

ويوثق ليون جوتيه هذا الرأي من خلال آراء إبن رشد والبطروجي، فكان إبن رشد يرفض نظرية بطليموس في نظام الأفلاك، وذكر البطروجي أن ابن الطفيل قد جاء بإحدى النظريات الجديدة في ذلك العصر عن حركة الأفلاك، ويقول ذلك الباحث أنه ربما كانت تلك المبادىء التي وضعها ابن الطفيل ولم توثق كانت البذرة التي إستعان بها العالمان كوبرنيك وجاليلي في تأسيس النظام الفلكي الجديد وإصلاحه وذلك بعد 4 قرون من العصر الذي عاش به إبن الطفيل.

مؤلفات إبن الطفيل

كان لإبن الطفيل الكثير من الكتب والمؤلفات إلا أنه لم يصلنا منها إلا القليل، ومنها:

  • حي بن يقظان.
  • أسرار الحكمة المشرقية.
  • رسالة في الفلسفة.
  • أرجوزة في الطب، وهي أرجوزة في علاج الأمراض وتتكون من 7700 بيت.
  • مراجعات ومباحث.. وهي إحدى المراجعات التي دارته بينه وبين إبن رشد وقد أوردها إبن رشد في كتابه “الكليات.

أشهر كتب ابن الطفيل

إبن الطفيل هو صاحب الكتاب الشهير المعروف بـ “حي بن يقظان”، ويحكي ذلك الكتاب عن رجل يسمى حي بن يقظان ولد وحيدًا بإحدى جزر الهند النائية عن أبوين غير متزوجين، لكنه عاش زاهدًا بين أحضان الطبيعة والتي كانت مرجعه بكل شيء، فكان لا يسكن القرية غير عدد من الحيوانات التي بدأ يتعلم منها أساليب الحياة وبدأ يعيش بين أفكاره وتأملاته وفلسفته الخاصة، ويحاول إبن الطفيل في هذا الكتاب أن يوفق بين وجهات نظر الدين والعقل معًا، وأن يصل إلى معنى الغيب والعالم السماوي.

Web Media
Web Media
تعليقات