هو أبو العلاء أحمد بن عبد الله بن سليمان التنوخي المعري، كان فيلسوف، وشاعر، وكاتب عربي، ويعتبر واحدا من أعظم شعراء العرب الكلاسيكيين.
حياته ونشأته
ولد في معرّة النعمان في شمال سوريا، وعاش أكثر من ثمانين عامًا، أكل فيهم اللحوم لمدة 45 عامًا فقط، ثم اعتزل أكلها تمامًا ولا حتى كان يأكل منتجاتها من عسل، وسمن، أو بيض، ولبن، ونصح آخرين بعدم صيد الحيوانات وأكلها؛ شفقة عليها، وأصبح شخصًا نباتيًا، بل أصبح يصوم أكثر من أي شيء آخر، ويزهد في الحياة فيلبس الخشن ولا يركب الدواب، ولُقّب بلقب (رهين المحبسين)، فمحبسه الأول هو عماه، ومحبسه الثاني هو البيت لاعتزاله الناس بعد أن عاد من بغداد وبقي فيه حتّى وافته المنيّة.
بدأ المعري بقراءة الشعر وهو في الحادية عشرة أو الثانية عشرة من عمره، فذهب للدراسة في حلب وأنطاكية وبعض المدن السورية الأخرى، فدرس علوم اللغة، والفقه، والأدب، والحديث، والتفسير، والشعر.
خصائص شعر أبو العلاء المعري وأعماله
وعند قراءة شعر ونثر أبي العلاء المعرّي نعرف أنه كان عالماً بالأديان، والعقائد والفرق بين الأديان، كما تميز المعري بذكائه الحاد، وسرعة فهمه، وقد سافر أبو العلاء المعري في أواخر عام 1007م إلى بغداد وقابل علماءها وزار دور كتبها، ورجع إلى معرة النعمان عام 1009م، فبقى في بيته وبدأ في التأليف الشعري و انشغل بالتصنيف.
يوجد للمعري أعمالاً عديدة في النثر كما في الشعر من أهمها ( رسائل أبي العلاء)، (رسالة الغفران)، ورسالة (ملقى السبيل) وكتاب (الأيك والغصون) ويسمى أيضا (الهمزة والردف).
عقيدة أبو العلاء المعري
تم الاختلاف فيما يخص عقيدة أبي العلاء المعري، فقد قيل: إنه كان ملحداً، ومات كذلك. وقيل: إنّه كان مسلماً موحداً. وقيل: إنه كان ملحداً ثم أسلم.
وهذا القول الأخير يوجد دليل عليه بديوان عبد المحسن الصوري ويوجد المخطوط في مكتبة الأديب الشيخ هادي الأميني وذلك في قوله:
نجى المعرّي من العرّ ومن شناعات وأخبار وافقني أمس على أنّه يقول بالجنّة والنار
وأنّه لا عاد من بعدها يصبو إلى مذهب بكار
سبب عزلته
عزلته ولزومه بيته فكان بسبب حزنه على وفاة والدته، مما ضاعف سواد الدنيا في عينيه، كما جاء بكتب تاريخ الأدب. فقد انتقل السواد من عينيه إلى قلبه فمال إلى الزهد، وقام بلزوم بيته و سمى نفسه (رهين المحبسين) وهما حبس نفسه في منزله، وحبس النظر إلى الدنيا بالعمى، بل تعدى ذلك فسمى نفسه أحيانا( رهين المحابس الثلاثة)وهم : العمى والمنزل والجسد الذي لا يوجد به روح.
تأثره بالفيلسوف أفلاطون
والمعري اتخذ من آراء أفلاطون منهجاً، وقطع الشك حول القول بيقين الجبرية ومن أقواله إن الإنسان يولد وهو مكرهاً، ويموت وهو مكرهاً، ويعيش وهو مكرهاً، ويقيم وهو مكرهاً .
نموذج من شعره في الرثاء
في رثاء أبي حمزة الفقيه الفذ والتي أولها:
غير مجد ملتي واعتقــــــــــادي نوح باك ولا ترنم شــــــــاد
صاح هذي قبورنا تملأ الرحـــــــــب فأين القبور من عهد عــــاد
خفق الوطء ما أظن أديم الأرض إلا من هــــــذه الأجســـــــــــــاد
وفاته
توفي 3 من ربيع الأول 449هـ الموافق 10 من مايو 1057م ودفن بمعرة النعمان.