الأصمعي هو أبو سعيد عبدالملك بن قريب، نشأ في البصرة، (121 هـ- 216 هـ/ 740 – 831ا ويعد الأصمعي أحد أئمة الشعر والأدب واللغة، وقد ولد في حي بني أصمع بالبصرة ولهذا يقال له الأصمعي ،ويُدعى لسان العرب فهومن الأعلام البارزة التي خلدت اسمها في تاريخ اللغة العربية بحروف من ذهب.
تفاصيل عن حياته وتميزه الشعري والأدبي والعلمي
وهو علامة كبير، و كان ملماً بقواعد اللغة العربية، حيث اجتهد في دراستها، حتى أصبح من أهم أئمة اللغة العربية، كان على معرفة بهارون الرشيد وجعله مُدرساً لابنه الأمين، ويُعتبر الأصمعي من بحور اللغة العربية، فلا يوجد مثله فيها.
ويُعرف عن الأصمعي بأنه كان يطوف البادية دائمًا، لكي يعرف الأخبار، ويستفيد من علومها ، ويعود للخلفاء بمعلوماته فيذهلهم بها وما لديه من أخبار ، فيعطيه الخلفاء الكثير من العطايا، وقد لقبه الخليفة الرشيد بلقب شيطان الشعر الأصمعي، حيث قال أنه يحفظ 10000 أرجوزة شعرية.
وكان الأصمعي عالماً في مجال العلوم الطبيعية وعلوم الحيوان، و بصفة خاصة في تصنيف الحيوان وعلم التشريح، وذلك بسبب علمه بمفردات اللغة العربية والبحث عن اصل المصطلحات المُستخدمة من قبل العرب فيما يخص الحيوانات.
آثاره في مجال الأدب واللغة العربية
• خلف الأصمعي تراثاً مُتفرداً من التصنيفات مثل: خلق الإنسان، الأجناس، الأنواء، الخيل، الميسر والأقداح، الأمثال، كتاب الأضداد، كتاب اللغات، كتاب النوادر. من أهم أقواله الشهيرة: “من لم يحتمل ذل التعلم ساعة، بقي في ذل الجهل أبداً”، فهو مثال للفصاحة وسعة الأفق والعلم حتى يومنا هذا.
• هذا وقد صنف الأصمعي رسائل لغوية في العديد من الموضوعات قبل بداية عمل القواميس، فعندما بدأ عمل القواميس أخذت مادتها من الرسائل اللغوية للأصمعي.
• له ديوان يُسمى الأصمعيات تم تجمع قصائد مختارة من العديد من العصور كالشعر الجاهلي و الاسلامي و شعر الخلافة بذلك الديوان.
مقولاته المشهورة
• المقولة الأولى:
وهي مقولته حول الحث على طلب العلم، فقد استلهمها منه الشافعي حين يقول : من لم يذق مر التعلم ساعة تجرع ذل الجهل طول حياته و ذات الفتى و الله بالعلم و التقى اذا لم يكونا لا اعتبار لذاته .
• المقولة الثانية:
منذ صغرنا ونحن نسمع المقولة الشهيرة وهي ومن الحب ما قتل، ولكن أغلبنا لا يعرف أنها من الواقع أي أنها حدثت فعلاً، وسنذكر لكم هذه القصة بهذا المقال.
– كان الأصمعي يتجول بالوادي فوجد صخرة مكتوب عليها بعض بيوت الشعر وهي(أيا معشر العشّاق بالله خبروا، إذا حلّ عشقٌ بالفتى كيف يصنع)
– فرد الأصمعي على قائل بيت الشعر ببيت آخر نقشه على الصخرة قائلاً فيه (يُداري هواه ثم يكتم سره، ويخشع في كل الأمور ويخضع).
– وثاني يوم مر الأصمعي بنفس الصخرة فوجد بيت آخر مكتوب من نفس الشخص ونصه:( (وكيف يداري والهوى قاتل الفتى، وفي كل يومٍ قلبه يتقطع).
– فقال الأصمعي ناقشاً على الصخرة(إذا لم يجد الفتى صبرًا لكتمان أمره، فليس له شي سوى الموت ينفع)
– فعندما جاء باليوم التالي وجد جثة الشاب بالمكان وكان قد انتحر ووجد هذا البيت من الشعر (سمعنا أطعنا ثم متنا فبلّغوا، سلامي إلى من كان للوصل يمنع) (هنيئًا لأرباب النعيم نعيمهم، وللعاشق المسكين ما يتجرع)
– ومن هنا قال الأصمعي مقولته الشهيرة ( ومن الحب ما قتل).
وفاة الأصمعي
توفي الشاعر الأصمعي رحمة الله عليه بمدينة البصرة بالعراق، وذلك بعام216 هـجرية ما يوافق 831 ميلادي وذلك أثناء حُكم الخليفة المأمون، وقد قام العديد من الشعراء برثائه ومنهم الشاعر أبو العالية الشامي.