ما هو الفرق بين الجن والشيطاطين قد يعتقد البعض أن مصطلح الجن والشيطان لهما نفس المعنى، ولكن الحقيقة غير ذلك حيث يوجد اختلاف كبير بين كلا المصطلحين، وقد ظهر ذلك جلياً في الكثير من المواضع في القرآن وفي السنة النبوية المطهرة، وسوف نسلط المزيد من الضوء على الفرق بين الجن والشياطين لكي نزيل الخلط حول هذا الموضوع في السطور القادمة.
الفرق بين الجن والشياطين
سوف نعرف ما هو الفرق بين الجن والشياطين من خلال معرفة ما هو معنى كلاً منهما، وذلك كالآتي:
ما هو الجن
يعيش الجن في عالم مثل عالم الإنس ولكنهم يعيشون فوق وجه الأرض في أماكن معينة لا يمكن للإنسان رؤيتها، وهو عالم خفي لا يصل إليه الإنسان بنظره، وقد خلق الله سبحانه وتعالى الجن كذلك لعبادته، وقد خلقهم من النار، رسالة سيدنا محمد ليست خاصة ببني الإنسان وحدهم بل بالجن كذلك وهي من الأشياء الهامة التي يجب علينا إدراكها.
فهم مكلفون كذلك بعبادة الواحد الأحد، والاعتراف بالنبي محمد والإيمان بالشريعة التي جاء بها، حيث يوجد من الجن من يعبدون الله عز وجل ويؤمنون بالرسول الكريم، ويوجد منهم من لا يطيعه ويكفر به كما في بني الإنسان ويقول تعالى على لسانهم في سورة الجن في الآية 14 ، (وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ فَمَنْ أَسْلَمَ فَأُولَئِكَ تَحَرَّوْا رَشَدًا * وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا).
ما هو الشيطان
الشيطان هو من الجن أيضاً وكما وضحنا يوجد من الجن من يكفرون بآيات الله ولا يعبدونه، ومنهم الشيطان الذي لا يؤمن بالله تعالى ولا بالملائكة ولا الرسل، ويتجه لمعصية الله تعالى، وهو من يتصف بجميع الصفات القبيحة والسيئة، وإبليس هو شيطان من جنس الجنس وقد كفر بالله عز وجل ولم يستمع لأوامره، ويوجد شياطين من الجن يعيثون في الأرض ويعملون على إفساد الناس.
ويجوز إطلاق مصطلح الشياطين على بني الإنسان الذين لا يؤمنون بما جاء به الرسل من عبادة الله وحده، ويتجهون لفعل الموبقات والمعاصي والشرور، وهم غير المؤمنون الذين يتبعون ما جاء به الرسل والأنبياء، وينتهون عن من نهوا عنه، ويوجد مسلمون في عالم الجن كذلك، وهم من يؤمنون بالله تعالى ويخافون يوم القيامة كما يقول تعالى في كتابه الكريم{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ}.
أدلة وجود الجن في القرآن الكريم
توجد أدلة كثيرة على وجود الجن في سور القرآن الكريم، وذلك بما لا يدعو للشك بوجودهم، حيث تم ذكر الجن في بعض النصوص القرآنية التي يصل عددها لنحو 40 آية، ويوجد سورة كاملة تحمل اسم الجن وهي سورة الجن، ومن هذه الأدلة ما يلي:
- الآية الأولى من سورة الجن وهي{قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا}.
- الآية التي تدلنا على اشتراك الجن مع بني الإنسان من حيث التكليف والتي يقول فيها الله تعالى في الآية 130 من سورة الأنعام: {يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هذا}.
- محاسبتهم في الدار الآخرة على أعمالهم كما يُحاسب الإنس وذلك في الآية 38 من سورة الأعراف وهي: {قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ}.
بذلك نكون قد انتهينا من التعرف على الفرق بين الجن والشياطين وما هي الأدلة التي تثبت وجودهم بشكل جازم من القرآن الكريم، ونرجو أن نكون وفقنا في إزالة الخلط بين كلا المفهومين عند بعض الناس.