حدثت عدة تطورات سياسية وغيرها من التطورات لبعض البلدان العربية خلال المدة ما بين الحرب العالمية الاولى والثانية، كما زادت الحركة الوطنية واشتعل كفاحها خاصة بعد الحرب العالمية الثانية، مما أدى إلى إنشاء الحركات الاستقلالية بالدول العربية ونتج عن ذلك حصول تلك البلدان على استقلالها.
مسار المقاومة في الدول العربية
أخذت المقاومة ثلاثة مسارات متمثلة في:
١- استخدام الصدامات المسلحة على الاستعمار.
٢- ضعف المقاومة مما أدى إلى هيمنة الاستعمار على البلاد.
٣- انتقال المقاومة العسكرية إلى مقاومة سياسية ما بين الحرب العالمية الاولى والثانية.
الدوافع التي بنيت عليها الحركات الاستقلالية بالدول العربية
١- الدافع الديني.
٢- الدافي القبلي.
٣- الدافع الوطني.
٤- طبيعة الاستعمار، واختلاف القوى بينهم.
التطورات السياسية بالدول العربية
شهدت بعض البلدان بعض التطورات السياسية في فترة ما بين الحربين العالميتين، وبعض التطورات السياسية الأخرى التي حدثت بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك بعد تطور الحركات الاستقلالية بالدول العربية، ومن هذه التطورات التالي:-
أولاً: التطورات السياسية بالدول العربية خلال فترة ما بين الحربين
١- حصلت مصر على استقلال مشروط نظراً إلى كفاحها
حيث قام حزب الوفد برئاسة سعد زغلول بثورة شعبية كبيرة في عام 1919، استطاعت تلك الثورة في عام 1922 إجبار إنجلترا على تولي الملك فؤاد الأول نظام الحماية الذاتي.
استخدمت ألمانيا النازية نظام التوسع الخارجي خلال فترة الثلاثينيات، مما أعطى توقع باقتراب حدوث حرب عالمية ثانية.
سعت إنجلترا على تفكيك حزب الوفد برئاسة مصطفى النحاس.
لذلك تم توقيع المعاهدة المعروفة باسم معاهدة الزعفران، وتمت تلك المعاهدة في عام 1936، وخلال تلك المشاهدة نالت مصر الاستقلال ولكن كان مشروط بعدة شروط منها:-
– أن تكون إنجلترا هي العنصر المشرف على قناة السويس والسودان.
-أن تكون المباني والأراضي المصرية تحت رعاية وإشراف القوات الانجليزية، ويتم ذلك في حالة حدوث حرب عالمية ثانية.
٢- حصول العراق والشام على الاستقلال الشكلي
في عام 1920 وقعت العراق تحت انتداب انجلترا، وتم تعيين فيصل بن الحسين ملكاً على العراق في عام 1921.
أدى ذلك إلى اندلاع ثورة عراقية مسلحة، مما أجبر إنجلترا على توقيع معاهدة في عام 1930، وحصلت العراق على الاستقلال ولكنه كان مشروط بعدة قيود منها:
– استمرار المصالح العسكرية، والاقتصادية تحت حكم الانجليز.
بعد أن تم فرض الانتداب الفرنسي على بلاد الشام عام 1920، تم عمل مؤتمر سوري طالب بضرورة حصول الشام على الاستقلال، ولكن الاستعمار الفرنسي لم يستجب إلى هذا الطلب، واستمر في التحكم في الأمور الاقتصادية، والعسكرية، مما أدى إلى حدوث ثورة خلال فترة ما بين عامي 1925، عام 1927، تحت قيادة الزعيم الأطرش زعيم قبائل الدروز.
بسبب حدوث هذه الثورة في فترة الثلاثينات، وحدث توتر سياسي في العلاقات الدولية في أوروبا، أجبر الاحتلال الفرنسي على الاعتراف باستقلال لبنان، وسوريا عام 1936، ولكن استمرت القواعد العسكرية في البلدين، مع السيطرة على الشؤون الخارجية.
قامت إنجلترا بفصل الأردن عن فلسطين عام 1921، وتم تعيين عبدالله بن الحسين ملكاً على تلك البلاد.
٣- محاولة الغرب في استغلال البترول بعد تأسيس المملكة العربية السعودية
في بدايات القرن العشرين، كانت شبه الجزيرة العربية مقسمة إلى أجزاء تعرف باسم الإمارات، واستطاع الإنجليز السيطرة على السواحل الشرقية والجنوب منها، فقام عبدالعزيز آل سعود بداية من منطقتي نجد والأحساء على نشر المذهب الوهابي، وتم تكوين وتأسيس المملكة العربية السعودية في عام 1932.
اعترفت بريطانيا باستقلال اليمن الشمالية في عام 1923 وفقاً لمعاهدة تم عقدها عُرفت باسم معاهدة لوزان، ومع ذلك استمرت في الاحتفاظ بحقها بحماية السواحل الشرقية، والجنوبية الخاصة بشبه الجزيرة العربية.
كما استمر التنافس بين الشركات الأوروبية والأمريكية خلال فترة ما بين الحرب العالمية الاولي والثانية، وذلك للحصول على أكبر قدر من البترول من شبه الجزيرة العربية والاستفادة منه.
ثانياً: التطورات السياسية بالدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية
1-ثورة 1952 التي قامت بها مصر وجاء بعدها العدوان الثلاثي
زادت الحركات الاستقلالية بالدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية، وكان من ضمن تلك الدول هي مصر، حيث قامت مصر بقيادة جمال عبد الناصر عام 1952 بالقيام بثورة 23 يوليو أو ما يعرف ب “ثورة الضباط الأحرار”، وأثمرت تلك الثورة عدة نتائج منها:
-انتهاء نظام الملك فاروق، وزوال سيطرة الأجانب على قناة السويس وتأميم الشركة، مما أسفر عن اندلاع العدوان الثلاثي على مصر عام 1956، والذي تمثل في هجوم كلاً من فرنسا، وإنجلترا وإسرائيل على مصر.
بالإضافة إلى مناهضة أخرى وهي المناهضة الامبريالية، والتي اهتمت بتقوية البلاد عسكرياً، والعمل على توحيد الوطن العربي والعمل على تطويره، وتلك المناهضة كانت بقيادة الدولة الناصرية عام 1952- 1970.
٢- دخول العراق والشام إلى مرحلة عدم الاستقرار بعد الاستقلال
في عام 1953، أصبحت العراق تحت الحكم الاستبدادي وذلك بسبب الوزير نور السعيد الذي كان واصياً على فيصل الثاني الذي تولى الحكم على العراق خلال تلك الفترة.
قام هذا الوزير بضم العراق إلى حلف بغداد( تركيا، باكستان، إيران، والعراق)، والذي كان موالياً للولايات المتحدة الأمريكية.
ولكن في عام 1958 حدث انقلاب عسكري بقيادة عبدالكريم قاسم، والذي أدى إلى عدة نتائج منها انتهاء النظام الملكي القائم، وأسفر أيضاً عن إعدام نور السعيد، وأصبحت العراق خلال تلك الفترة تحت النازعات السياسية التي أدت إلى وصول البعث العراقي إلى سلطة الحكم في فترة الستينات.
أجبرت فرنسا على سحب قواتها من سوريا، ولبنان، وذلك بسبب المقاومات العسكرية المسلحة التي حدثت في بلاد الشام، وتم إلغاء الشروط والقيود التي كانت مرتبطة باستقلال 1946.
وخلال تلك الفترة أيضاً تم الغاء الانتداب الإنجليزي على الأردن، وتم التأكيد على استقلال البلاد، وعُرفت باسم المملكة الهاشمية الأردنية، وكانت تحت قيادة عبدالله بن الحسين.
كانت سوريا من ضمن الدول التى حدث بها زعزعة سياسية بعد فترة الاستقرار، واستمرت تلك النزاعات حتى فترة الستينات، والتي أصبح الحكم خلالها تحت سيطرة البعث السوري.
ولكن في لبنان استمرت النزاعات الأهلية والتي حدثت بين الطوائف الدينية والعرقية في الفترة ما بين 1975، 1990.
٣- تمكنت دول الخليج العربي من التمتع بالاستقبال والحصول على حريتها.
ومن ثم بدأت في استغلال الموارد الطبيعية الخاصة بها، والاستفادة من ثرواتها البترولية
بسبب الحركات الاستقلالية بالدول العربية والتي امتدت للعديد من تلك البلدان، نالت الكويت من هذا الجانب التحرري، حيث أجبرت إنجلترا على الاعتراف باستقلال الكويت 1961، وأيضاً اليمن الجنوبية وعاصمتها عدن في سنة 1967.
عام 1971 حصلت كلاً من سلطنة عمان، والبحرين، وقطر، وكذلك الإمارات العربية المتحدة على الاستقلال.
حتى تتمكن دول الخليج العربي من التحكم في الثروات البترولية والموارد الطبيعية الخاصة بها، قامت بتكوين منظمة الدول المصدرة للبترول، ولم تكتف بذلك، ولكنها قامت بتأميم شركات النفط، والتخفيف من العدوان والسيطرة والاحتكارات الأمريكية.
على الرغم من الحركات الاستقلالية بالدول العربية وحصول الدول العربية على استقلالها، إلا أن سيطرة الدول الكبرى ظل يلاحقها، وظهر الاختلاف في النمو الاقتصادي والجانب الاجتماعي الخاص بتلك الدول.