التفكر في الكون وأثرة في ترسيخ الإيمان

يقول الله تعالى في القرآن الكريم في سورة يونس: “قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ” وهذه الآية الكريمة تشير إلى أهمية التأمل في الكون وفي خلق الله تعالى، وهذا لأن التأمل في الكون من أهم الأسباب التي تؤدي إلى تثبيت الإيمان في قلب العبد، وهذا ما يجعلنا نناقش التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان في القلوب.

التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان

إن التفكر من أسمى العبادات التي على المسلم ألا يتجاهلها، والتفكر يعني التدبر في آيات الله تعالى المتواجدة حولنا في الكون، ومن الجدير بالذكر أن للتفكر في خلق الله الكثير من الفوائد، التي من أهمها الآتي:

  1. لابد لنا أن ندرك تماما قيمة التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان، حيث إن من أبرز فوائد التأمل في الكون هو تجديد الإيمان في قلب المسلم.
  2. كما أن التأمل يساعد على زيادة التواضع للمسلم، لأنه يقف أمام ما يراه من عظمة صنع الله تعالى.
  3. أيضًا يعمل التأمل على الزيادة من حسن الثقة بالله سبحانه وتعالى، لأنه يرى من صنع الله المعجزات.
  4. أيضًا يساعد التفكر في الكون على فتح الكثير من أبواب العلم أمام المسلم، لأن التأمل يجر وراءه الرغبة في اكتشاف الأمور.
  5. ومن أهم الفوائد للتأمل في خلق الله هو الزيادة في محبة الله تعالى، وهذه من أهم الفوائد للتأمل.
  6. كما أن التفكر في الكون يجعل المسلم يستشعر وجود الله تعالى في كل مكان، مما يجعل المسلم أكثر ابتعادًا عن ارتكاب المعاصي والذنوب.

مفهوم التفكر

التفكر هو التأمل، وهي عبادة من العبادات المهجورة بين المسلمين، وهي عبادة تعتمد على التدقيق في صنع الله تعالى في الكون، وهذه خصال دعانا إليها القرآن الكريم في الكثير من الآيات، وحثنا عليها أيضًا رسول الله عليه الصلاة والسلام.

وقيمة التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان عظيمة جدًّا، حيث إن التفكر لا ينحصر فقط التأمل في المخلوقات والكون، بل إنها تعني الدراسة والتحليل للأشياء، والعمل على ربطها ببعض الحقائق من حولنا، بما يناسب كل من المنطق والعقل.

وإن رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يقول: “لا عبادة كالتفكر، تفكر ساعة خير من عبادة ستين عامًا”، وهذا المعنى اللغوي للتفكر، أما عن المعنى الاصطلاحي له فهو يعني التدبر والاعتبار من الأشياء من حولنا، وتوجه القلب إلى الأشياء المطلوب إدراكها، وهي عبادة عظيمة تشترك فيها حاستي القلب والعقل في الإنسان.

قيمة التفكر في عهد النبي عليه الصلاة والسلام

لقد قدس رسولنا الكريم هذه العبادة، وكان يداوم عليها، فقد كانت من أهم عاداته، كان يحرص على التفكر في مخلوقات الله، وكان يتعبد دائمًا بغار حراء، ويتأمل في كل مخلوقات وصنع الله، وهي صفة أيضًا داوم عليها كل الأنبياء قبل نبينا الكريم محمد عليه الصلاة والسلام.

عوامل تساعد على التدبر

إن مناقشة مسألة التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان تحتم علينا التعرف على أهم العوامل المساهمة في التدبر والتفكر بشكل كامل، فإن التدبر فيما خلق الله لا يعتمد فقط على النظرة العامة للأمور، بل إن النظرة من الضروري أن تكون عميقة ومشهودة أيضًا.

وحتى يحقق المسلم هذه النظرة العميقة، لابد له أن يستعين ببعض الأمور التي تجعل تركيزه أفضل في عبادة التأمل، وهي كالتالي:

  • الابتعاد عن الفضول والتركيز في زيادة العلم من خلال التأمل.
  • الحرص على قراءة القرآن الكريم لتدبر معانيه وفهم الكون من خلاله مما يساعد على التأمل بشكل أعمق.
  • أخذ العظة والعبرة من خلال هذه العبادة وتذكر الدار الآخرة والحذر من عدم فهم الهدف من التأمل.
  • التفكير بشكل عميق من خلال إعمال العقل والتفكر العميق.
  • الحث على طلب العلم والعمل على إعمال النظر فيه وتعليمه لكل الناس.

ما هي أقسام التفكر ؟

للتفكر في مخلوقات الله تعالى الكثير من الأقسام التي تندرج في الأمور التالية:

  • التفكر في صفات الله سبحانه وتعالى وأفعاله، وليس في ذاته، لأن المنهج الموضوع من الله يحرم التفكير في ذاته تعالى، ويحث على التفكير في صفاته وأفعاله.
  • ومن أهم أقسام التفكير هو التفكُّر في كتاب الله تعالى الذي يدعو عباده إلى التدبر في كل مخلوقاته وفي الكون كله.
  • أيضًا من أشهر أقسام التفكر هو التفكر في الدار الآخرة، والإيمان بها وبكل الأهوال التي ستقع فيها.
  • كذلك فإن من أهم أقسام التفكر هو التفكر في الموجودات من حولنا، وهذا لأن الكون كله مفتوح يحتوي على الكثير من المخلوقات التي تورث العظمة والتفكر في خلق الله، مما يوثق الصلة بالله سبحانه وتعالى.
  • أيضًا التفكر في السماوات والأرض وكل ما خلق الله في الطبيعة من حولنا من أهم أقسام التفكر في خلوقات الله.

إن مسألة التفكر في الكون وأثره في ترسيخ الإيمان، من المسائل القوية التي تعمل على تحسين علاقة وصلة العبد بربه، ولذلك فعلى الإنسان ألا يتجاهل هذا الأمر، ويحرص على ممارسة عبادة التأمل دائمًا.

Web Media
Web Media
تعليقات